الشيخ مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي

الأنوار السنية في مقالات علماء الأمة المحمدية

الشيخ مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي (المتوفى سنة 1373 هـ)

تولى الإمامة والتدريس في المدرسة القرطاوية في طرابلس زهاء أربهين عامًا، تلقى علومه من الشيخ محمد الحسيني والشيخ حمود نشّابة وغيرهم كثير.
وقال في كتابه الفوز الأبدي في الهدي المحمدي ص 73 ما نصه: إن الله تعالى منزّه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات، وهذا أصلٌ من أصول العقائد الإيمانية لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثًا وقد قام الدليل على وجوب القِدم – له – واستحالة العدم – عليه – ولأن هذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها. إ.هـ.
------------------
قال في كتابه واجب الاهتمام فيما وصّى به الإسلام: ومما وصّى الإسلام باجتنابه وحذّر منه كلُ ما يفسده ويقطعه وهو الردة والعياذ بالله تعالى وهي ثلاثة أقسام اعتقادات وأفعال وأقوال، وكل قسم منها يتشعب منه شعبًا كثيرة:
فمن الأول: الشك في الله أو في رسوله أو القرءان أو اليوم الآخر أو الجنة أو النار أو الثواب أو العقاب أو نحو ذلك مما هو مجمع عليه، أو نفى مشروعية مجمع عليه كذلك، أو رسالة أحد من الرسل أو نبوته أو نبيًا من الأنبياء المجمع عليهم، أو أنكر حرفًا مجمعًا عليه من القرءان أو زاد حرفًا مجمعًا على نفيه معتقدًا أنه منه، أو كذّب رسولا أو نبيًا أو نقّصه أو صغر اسمه (أي بقصد تحقيره)، أو جوّز نبوة أحد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، أو أنكر صُحبة أبي بكر رضي الله عنه.
والقسم الثاني الأفعال: وهي كل فعل أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر وذلك كسجود لصنم.
والقسم الثالث الأقوال وهي كثيرة جدًا منها: كالسخرية باسم من أسمائه تعالى، أو أسماء أنبيائه أو وعده أو وعيده وهو ممن لا يخفى عليه ذلك، أو قال: أنا بريء من الله أو رسوله أو من القرءان أو الشريعة أو دين الإسلام إن كان كذا، أو قال: أكون قوّادًا إن صليت أو الصلاة لا تصلح لي استخفافًا أو استحلالا.
وعلى من وقع منه شيء من ذلك العود فورا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإقلاع عما وقع منه ويجب عليه الندم على صدوره والعزم أن لا يعود لمثله.